عباس مراد: أستراليا: حكومة "الشخص"
| 22.08,22. 12:26 AM |
عباس مراد: أستراليا: حكومة "الشخص"
عباس مراد
ما قام به سكوت موريسن بتعيين نفسه سراً في مناصب وزارية عديدة بسرعة وسراً تجعل الديكتاتور يحمر خجلاً
جاكلين مالي صحافية وكاتبة
من المؤكد أن سكوت موريسن لم يسمع بمسرحية الشخص للأخوين رحباني، لكنه وبدون أدنى شك يعرف أو انه سمع او قرأ مقولة لويس الرابع عشر انا الدولة، والدولة انا.
أمر غير مفهوم، خطأ، اجراء غير حكيم، أمر غريب ولا يمكن ان يجتاز "إختبار الحانة" وغيرها الكثير.. هكذا وصف بعض زملاء سكوت موريسن من حزب الاحرار الحاليين والسابقين ما أقدم عليه موريسن بتعيين نفسه سرأ كوزير رديف لعدداً من الوزرات الأساسية خلال عامي 2020 و2021 (الصحة والمالية والشؤون الداخلية والخزانة والصناعة والعلوم والطاقة والموارد). وهذا ما تذكره موريسن عندما سئل عن الأمر أو الفضيحة!
بدأت رحلة سكون موريسن مع السرية من أجل الوصول الى السلطة منذ زمن طويل، منذ نعومة اظافره السياسية، ففي عام 2007 وبعد حملة تشويه وتخويف غير مسبوقة انقلب على مايكل طوق(من أصل لبناني) ليفوز بترشيح الحزب له عن مقعد كوك في سدني علماً ان طوق كان قد فاز بالإنتخابات الحزبية ب82 صوتاً مقابل 8 اصوات لموريسن.
في عام 2013 وعندما كان موريسن وزريراً للهجرة كان يستعمل السرية ورفض الكشف عن عمليات إعادة طالبي اللجوء "غير الشرعيين" بحجة انها قضايا تمس الأمن القومي، واحتجز بظروف غير إنسانية من كانوا موجودين في مراكز الاحتجاز سواء في جزر ناوروا او بابونيو غينيا وغيرها من جزر الباسيفك او على الاراضي الأسترالية، واستمر الأمر حتى بعد توليه رئاسة الوزراء. ولولا احتجاز لاعب التنس الصربي نوفاك جاكوفيتش عام 2021 في أحد فنادق مدينة ملبورن لما سمعنا أن هناك نزلاء من طالبي اللجوء في ذلك الفندق محتجزون منذ عدة سنوات ولا يسمح لهم مغادرة الفندق. لكن الكشف عن هذه العمليات أصبح حلالاً زلالاً قبل انتخابات أيار من هذا العام وبأمر من الوزير الرديف لوزارة الداخلية سكوت موريسن نفسه بعد تجاوز الوزيرة ألأصلية كارن أندروز!
في أب اوغسطس من العام 2018 وبعد ان طمأن رئيس الوزراء آنذاك مالكوم تيرنبول بأنه لن يتحدى زعامته ووضع يده على كتفه لنتفاجئ بعد يومين بموريسن يعلن انه مرشح لتولي منصب رئاسة الحزب والوزراء وانقلب على تيرنبول.
ولا ننسى سفره السري الى هاواي أثناء ازمة الحرائق الني اجتاحت البلاد عام 2019، ولا حين قال انه لا يحمل خرطوم ماء لاطفاء الحرائق، او نفيه انه يعرف بقضايا ألإعتداءات الجنسية التي وقعت في البرلمان، او ما قاله الرئيس الفرنسي عن موريسن انه كذب عليه بخصوص إلغاء صفقة الغواصات مع فرنسا بعد توقيع إتفاق اوكس عام 2021.
سرية المنح الرياضية التي عرفت ب" الفساد الرياضي" والتي قدرت ب100مليون دولار قبل 3 اعوام، والمنح لبعض المؤسات التعليمية والصناعية والتي أجل الإعلان عنها الى ما قبل الانتخابات الاخيرة، وكان لموريسن القول الفصل في منحها وقدرت ب828 مليون دولار وعن سبب التأخير يقول متحدث باسم موريسن أنها كانت تتطلب مشاورات مكثفة.
وما قاله موريسن مؤخراً حين دعى المواطنين لعدم الثقة بالحكومة وهذا ما ظهر من ازدواجية وسرية، فكيف له ان يوفق بين أن يكون رئيساً للحكومة ولا يصارح الشعب يما يعتقد به، لا بل أنه ترشح للتجديد لنفسه، ولكن الشعب كان له ولحزبه بالمرصاد فمني بشر هزيمةٍ سياسية لم يسبق لها مثيل في تاريخ حزب ألأحرار، فماذا كانت ستكون عليه النتيجة لو عرف المواطنون بفضحية تعين موريسن نفسه وزيراً رديفاً لعدة وزراء كما تساءل احد الصحافيين.
ما تقدم وغيره مما يمكن ان يظهر للعلن مستقبلاً يبدو ان موريسن يعيش حياة سرية، ولكن لا تجري الرياح كما تشتهي السفن كل مرة، فكانت الفضيحة الأخيرة التي قصمت ظهر بعير السرية التي كان يتلطى خلفها موريسن وقد تواطئ معه في إخفاء تعيين نفسه في الوزرات التي تقدم ذكرها الصحفيان من جريدة الأستراليان سيمون بنسون وجيف تشامبرز اللذان كانا يؤلفان كتاب والتقيا موريسن قبل عامين واخبرهما بالأمر واحتفظا بالسر حتى نشر الكتاب الأسبوع الماضي والذي يحمل أسم " بلاء، سنتان من الجحيم" والذي فجر الزلزال السياسي وهدم امبراطورية موريسن السرية.