د. منير موسى: ديوانُ درجِ الحجلِ

| 06.10,22. 11:04 PM |

ديوانُ درجِ الحجلِ

د. منير موسى - الجليل

مِخضالٌ


هلِ الهواءُ أكثرُ في الأعالي

يحملُ الذّكرياتِ

شاردةً من البالِ؟

والمَدى يستضيفُ الزّرازيرَ المهاجرةَ

لونُها قنافذُ، تحمي الحقولَ

يلفّعُها الزّقوقو بالشّالِ

رتقتْ جراحَ المَسُومينَ

جوازاتُ السّفرِ

بأثيرِها المِخْضالِ

*

عصفورة

-------

ريحٌ من أوراقِ كينا

تصفِرُعلى جِنحِ الأناشيدِ

وهل تنسى عصافيرُ الروزِ الورديةُ

صورتَها

في مرايا القصيدِ؟

وأنتَ على جسورِ بلادِ الثلجِ

ناسيًا اسمَ مَن كانتْ حبيبةً،

وتنادي، فيغيبُ صوتٌ

بالأفقِ البعيدِ

تركتْ عصفورةُ الدَجِ

وكأنها أختُ شحرورٍ

حفلةَ خُضرةِ البَلّانِ

بيتُ أبي شوكٍ القنفذِ

على ضفاف الوادي

وشوشتْ ذلكَ الغريبَ الدّامعَ،

اليومُ عيدي!

*

حَمْحمةٌ

------

القمحُ ينضجُ في حقولِنا

في ضجّةِ الصّمتِ

من الضرائبِ تئنُّ كواهلُنا

هضمْنا حقوقَ بعضِنا،

وما خجلْنا

ولا تشرقُ من جيوبِ الكِبراءِ

شمسُنا

وتستشرفُ اللّامعقولَ أحداقُنا

يستريحُ اليحمومُ تحتَ أشجارِ الأراكِ

وحمحمتُه تستدني أوطانا

*

أوغادٌ

-----

صار الضّلالُ ملحَ الطّاولاتِ

وحقوقُ الحيوانِ أوّلُ دأبِهم

وفي الدِّستِ الواسعِ

يطبخونَ القوزةَ لأبناءِ الذّواتِ

على مَضضٍ يعترفُ الأبرياءُ

وثُلّةُ الأوغادِ تأخذُ القراراتِ

*

نايٌ

---

يلتهمُ الأوادمُ القديدَ المشويَّ

التهاما،

والجائعون يعزِقون الأرضَ،

ولا يستمطرون السّحابَ الجَهاما

ودولابٌ يلحّنُ في المقاثي

راعٍ على نايه

يرقّصُ الرِّهاما

*

جغرافيا

------

لو أنّ كتابَ الوجه

وجهَ الكتاب، الفيسبوكَ،

ضغط على فراملِه

ماذا كنتم تفعلون

إذا لم تربطوا الأحزمةَ

أيّها المدمنونا

المستكبرون والمعدَمون؟

تشترون التّذاكرَ ونوّارَ الشّمس

وتقصقصون؟

أن تكون غاباتٌ بلا شجر

أهونَ لكم؟

أم تبدأون بقراءة التّاريخ

وجغرافيةِ الأسلاك؟

*

عواصفُ

--------

ماذا لو هبّتْ أعاصيرُ؛ لترحيلنا؟

ما الأسرعُ لنا، حفاةً أم منتعلينا؟

في الشّرق حربٌ

في الغرب بحرٌ

في الشّمال

مدنٌ جائعةٌ

مدنٌ مُترفةٌ راقصةٌ

لكن، باكيةٌ

مدنٌ تائهةٌ

وضائعون على نار حدودِها

لونُك مهمٌ عندهم

وهم فاقدو اللّون

في الجنوب حَرٌّ وجوعٌ

لكنّ الفضاءَ يحتوي أيديَنا المرفوعةَ؛

فتخرسَ العواصفُ!

*

حُلومٌ

----

حينما نشربُ القهوةَ

سويّا،

لماذا تعود العداوةُ؟

عندما تَميدون في حلقات الرّقص،

هل تديمون الخصامْ؟

أين راحت الكلماتُ،

كأسَك، ولا وطنَ، بصحّتكم؟

ما تفعلون بالمال

الحُلوم والعلوم؟

خفّفوا من غُلَوائكم!

*

كناريٌ

------

نسيتَ تلك السّنين الخوالي،

حينما هيمنتْ بظلالها

قطوفُ وأوراق الدّوالي؟

ولم يبرح الهزارُ

شِعافَ شجرِ الجوزِ

ودوريَ عِرزالِ

هل تعرف الطّريق

أيّها الكناري؟

إن أكلت التّوتَ فهل تقول

لم تنس المسافاتُ بالي؟

*

وداعٌ

----

رنينُ الهواتف يكسر الصّمتا

بين رمشة عينٍ وأخرى

يتلاشى الصّوتُ،

ويضيع الصّدى

وسكّةُ الحديد

تخفي ضجيجَ سيّارات

ورائحةُ التّفّاح

تستقطب طيور القيثارة

قادمةً من وادي الزنابق

والخُزامى

ولم تقل لها الغدرانُ،

وداعا

*

محبٌّ

-----

وهبْتُك نفسي، وكلَّ عواطفي

ورودًا وشبابا

أطعمتَني لقمةً بيدك؟

وتقول لي: وقّعي،

هذا كتابُ طلاق مؤقّتُ!

هل الجوريُّ

يعرف طريقَ العودة؟

*

عروسٌ

------

انظر إلى أعشاش الطّيور

عجيبة متقنة جميلة

لماذا تبعد عنّي؟

كم انتظرتك،

وأنت عاقد على النّوى!

حضّر لي الفُطور،

وعدْ

حَجَلتي في انتظارك

*

يدي

---

ليست الرّيح بلا عشب

ولا شجرٍ

ليست الشّمسُ بلا سماء

إلى أين تغادر؟

يدي نحوكَ ممدودة

والبحرُ في مكانه

لا يغيّره،

فهل نبحر؟

*

الهيامِي

------

كانت البوادي مرتعًا

للضّواري، الطّيورِ والقوافل

واحاتٌ، وحرب قبائلَ

بانٌ، طلْحٌ وسوسَن

خيامٌ تعزف على أوتارها

الصَّبا والسّوافي

صارت السّباسبُ

أنهرًا للذّهب الأسوَد،

مطارًا لفاره السّيّارات

ومواردَ أسلحة؛

تهدم البلادا!

*

رسالةٌ

-----

تحت شجرة التّوت

مِنضدةٌ، كرسيٌّ قديم

عصافيرُ منمنمةٌ

أحمر الرّأس منها وأسودها

كنّا بعمر ولون طيورالعواسيق

فأنا منتظرةٌ رسالةً وصورة!

*

شِعرٌ

---

في الصّيف مشغولٌ أنت

في المناسبات والنُّزُهات

والمنتزهات

في الرّبيع لا تشبع من

التّأمّل العجيب

في الخريف تحاول أن

تفلسف أفكارَك

في الشّتاء تشمّ عبيرَ الشِّعر!

*

وردُ ماء

-------

تسقي الورودَ

تقطفها من بعد ذلك

تلقي بها في الإبريق

شربت ماءَ الوردِ

أم وردَ ماءِ؟

*

حرّاسٌ

-----

طراوةُ خوخ السّانتاروزا

لا نسيانَ لطعمه

سرقناه من الرّبعان

على عُرقوبِ الوادي

كانت الخيول ترعى

بلا رعاة

والكلابُ تحرسها

هي حرّاسُ العرب

*

غَليونٌ

-----

وجهُك في الأرض

سائرًا

مدخّنًا غليونا

لا ترى الغادين والرّائحين

مرّتْ بجانبك، لم تنظر إليها

رجعتْ لحبيبها

القاطفِ معها الثمارَ

في كروم التّفاح

جهلتَ كيف يحبون

لم تصر كبيرًا

سبقتْك شهادةُ أغمار القمح

أرغفةً في أيدي

الكادحين

*

سلالُ التّين

---------

اكتبوا عن عبقريّةِ الفقراء

عن مناجل الفلّاحين

عن المعمّرين البلادَ

عن العمّال

عن المشرّدين

عن المحرومين

لا عن حفلات المُوسِرين،

النّراجيل وبذلات الجوخ

من عرق المسلوبين

اكتبوا عن صبيّة

تحمل سلالَ التّين!

*

كوبا

----

حامت فوقها

وحولها الغِربان

وسحُب سَحْماءُ غسّاقةٌ

أرادوا تسكيرَ هواء البحر عنها

ما قدروا على خنْق

أغاني أولاد العبيد

في حقول الذّرة

سهوبِ القمح

وفي المصانع

ونشيدُ الحرّية

سحق جميع العُقبان

*

سكوتٌ

------

الخبز آخذ بالارتفاع

المساكن بلا سكّان، لا معقوليّة الواقع

والفرحون العاجيّون

وحدَهم

سيّارات برّاقة

سباقات حضاريّة جاهليّة

كلّ ما فوقكم وما تحتكم

دفعتموه

هل بقي مواقف لسيّاراتكم

*

غفلاتٌ

------

أين الحدائقُ،

تغنّي على سَنْطها

أطيارُ الحمام الزّاجل

مسرّحة شعورَ الأطفال

تحت ظلالها

رائحةُ المقاعد عطورُ؟

أين المتنزّهاتُ في الطّبيعة؟

تشمّون الهواء

في السّيّارات السّجونِ؟

وفي ضجيج حوانيت

قصور الأسواق؟

أين مراتعُ روائح الرّيحان

الميرميّة والزّعتر؟

أين ترديدُ الأشعار

على موسيقى

رواشح السّواقي؟

*

مطرٌ

----

عطشتْ أشجار الزّنزلخت

مضيفةً زغاريد الشّقراق

صاحت الأغصانُ؛

لتكتسيَ بالفروع

وغنّت الفروعُ؛

لتمتلئَ بالأوراق

مشتاقةً لضِحكاتها،

فانهمر المطرْ!

*

الجوناءُ

------

تشرق الغزالةُ؛ فتبعثَ الحياة

دفئًا وبعده الغيثُ

تغرد الجداولُ والسواقي

سمَك البحر يكثر

في الطّبيعة مَن يبكي،

وفيها من يفرح

تغرب الغزالةُ؛

فيكثرَ الماجنونا

ويتوهَ المتحاربونا!

*

سبُلٌ

----

الطعام مطهوًّا على خشب الزّيتون

أطيبُ

خبز الوقّادة المقمّر

وطلامي الطّابون

للذّوق والطّعم

فيه العجبُ

والحاف يربّي الأكتافَ

الصّحبةُ في أيّام الرخاءِ سهلةٌ

هل موجودة في البؤس

وهل تشعرون

في النّسمة الرُّخاء؟

ومَن ذاق الحرمان

هل يعرف سبُل السّخاء؟

*

غمامٌ

----

يسخو الكريم باسمًا،

إذا وُجدا

ولا يكرم اللّئيم إلّا تكلُفا،

هذا إن شطّت نواياه

يطلُ الحزن في كلّ لحظة

ولا يسقي السّلامَ

إلّا عينٌ على الغمام

*

لجامٌ

----

شقاء العيش لا مندوحةَ منه

ويخشى النَعامُ أن يبيدا

ثابت هو المكان

ولا يستقرّ في مكانه الزّمانُ

فهل يفلح الخبيث

في مساعيه

وأخو المروءات يفشل؟

وتأتمر الممالك بالملوك

وحوادث العوادي

هل تلجم كالخيول؟

*

سلسبيلٌ

------

عندما تسغَب الضّواري

أسُودٌ، نمور وذئاب

كلّ ما في طريقها تقضي عليه،

إذا لم تَهِ المخالبُ والنّيوبُ

وهل تجد الأرانب لها خِتلًا

مغمضةَ العيون

فيه تستكينُ؟

فخمر الثُمالَى يرديهم بكيف

ولي السّلسبيل، ينبع مِالعيونِ

*

أمّي

---

رجوتِ الحياة، تهجسين خيرًا

حبورًا وطموحا

وما كان حليفًا لكِ

سوى تقواكِ والعَبَرات

وما تجهَّم وجهُك مرّة

وزرعتِ في الكثيرين البسماتْ

***



(Votes: 0)

Other News

الأديب جميل الدويهي: أحببتُ امرأةً المحامي شادي خليل أبو عيسى: حنان بين الرماد عباس علي مراد: مقاهي الأرصفة جميل الدويهي: معلّقة جبران خليل جبران المحامي شادي خليل أبو عيسى: حنانها عباس علي مراد: عيترون مريم رعيدي الدويهي: عيد العاشقين د. منير موسى: الْمُقَنَّعُونَ د. منير موسى: وَرَقُ الْغَارِ د.منير موسى: رَشْحُ الصَّبَا حسن العاصي: للساقية صوت المتوجعين محمد وهبه جلساتٌ سريَّةٌ د. منير موسى شعر (3)Haiku هَايْكُو د. منير موسى: سُقُوطُ الطَّوَاغِيتِ عباس علي مراد: مأوى العذاب فتحية عصفور تترجم للإنجليزية (مَرِّغُوا نَهْدَيَّ بِعِطْرِهِ الْأزْرَقِ) للشاعرة آمال عوّاد رضوان الشاعرة عناية زغيب: مشلوح من حالي حسن العاصي: على أجنحة الانكسار محمد وهبي: لُغَةُ الرَّغْبَةِ د. منير موسى: قَنْدُولُ الْغطَارِيسْ وَجَدَاوِلُ السَّرِّيسْ {إِلَى شُعُوبِ الْعُرْبَانِ الْمَظْلُومَةِ. يَنْتَفِضُ، وَيُطَالِبُ، الْيَ� قصيدة "فاشهدوا" بقلم كفاح كيال وفاء وعهدا للبطل مفدي زكريا وكل الأحرار د. منير موسى: وَطَنٌ حسن العاصي: نئد قرينة النهار د. منير موسى هايكو (2) Haiku {هَايْكُو أَوْ هَائِيكُو. نَوْعٌ مِنَ الشِّعْرِ اليَابَانِيِّ سَاحِرٌ وَمُزْدَهِرٌ، لَهُ قَوَاعِدُهُ. أَحْبَبْتُ د. منير موسى: كَيْفَ سَقَطَ تَاجُ الطَّاءُوسِ؟ جميل الدويهي: رِدّو القمر عا مطرحو إيران : حملة اعتقالات واسعة في ”لردغان“ والمناطق المحيطة بها لمنع استمرار الانتفاضة د. منير موسى:haiku هَايْكُو حسن العاصي: خلف النوافذ المنسية د. منير موسى: بِلَادِي قَصِيدَةٌ