كانت حفرة أمفرستون في يوم من الأيام كهفًا من الحجر الجيري تكون من تآكل الصخور الكلسية بفعل أمواج مياه البحر، وتم تكوين المجرى بشكل طبيعي عندما انهار سقف الكهف.
في الوقت الحاضر، تعد حفرة أمفرستون حديقة جميلة غارقة في الأرض، توفر بيئة مثالية للزوار للاستمتاع وقضاء الوقت في أحضان الطبيعة الخلابة.
يوجد في حفرة أمفرستون منحدر طويل عند نقطة الدخول متبوعًا بمجموعة من الدرجات المغلقة. من خلال هذه الخطوات، يمكنك رؤية المناظر الحقيقية الأولى للحفرة. مع تقدمك، ستتمكن من رؤية الحديقة المذهلة ومناظرها الطبيعية الخلابة. وبمجرد النزول إلى أخفض بقعة فيها، سترى النافورة والكوبية وسراخس الأشجار حول المنطقة.
كيف تشكلت حفرة أمفرستون؟
بدأ كل شيء منذ حوالي 40 مليون عام عندما كانت الركن الجنوبي الشرقي من ولاية جنوب أستراليا مغمور بالمياه. تشكلت طبقات من الحجر الجيري في قاع البحر، والتي تم إخراجها في النهاية من المحيط، ومن هنا جاء اسم المنطقة: ساحل الحجر الجيري. شكلت التعرية المائية على مدى آلاف السنين تدريجيًا كهوفًا جوفية في الحجر الجيري، والتي تعرضت لانهيار الأسقف فيها وهي موطن لـ 800 كهف وأكثر من 50 حفرة او هبوط أرضي.
في عام 1868، اشترى المزارع جيمس أمفرستون المجرى كجزء من حيازته أرض تبلغ مساحتها 72 هكتارًا وزرعها على لتكون "منتجع ممتع في حرارة الصيف"، واصفًا الموقع باسم الكهوف. اليوم، المجرى مملوك ومدار من قبل مدينة Mount Gambier في الولاية.
Source: Moment RF / James Yu/Getty Images
ولد السيد كينيث "كين" نورتون في 12 أغسطس 1929، ولم يكن يعرف بعد الدور الأساسي الذي سيلعبه في تشكيل حديقة الكهف في حفرة أمفرستون في جبل جامبير.
نشأ كين وترعرع في المنطقة، وكبر معه اهتمامًا كبيرًا بالجيولوجيا في سن مبكرة.
يوضح كين، في لقاء نشره أحد دور رعاية المسنين في ولاية غرب أستراليا (Resthaven)، أنه عندما أكمل دراسته، حصل على وظيفة في دائرة رعاية الغابات، لكنها لم تكن مجرد وظيفة بالنسبة له.
وسرعان ما اهتم كين بفكرة تطوير هذه الحفرة، التي كانت مليئة بالأوساخ في ذلك الوقت، لتصبح هذه الحديقة مثيرة للإعجاب الذي تحظى به اليوم.
تحول هذا التطوير للحفرة إلى مشروع مدته 33 عامًا، وهو مشروع قاده كين بفخر من البداية إلى النهاية.
ويقول إنهم بدأوا بتنظيفه مع الكثير من المتطوعين وقاموا بزراعة الكثير من المساحات الخضراء. حتى أنه زرع بنفسه الأشجار المحيطة بها، والتي ستجدها منتصبة اليوم عندما تزور المكان.
كيف يمكنك الوصول إلى حفرة أمفرستون؟
تقع حفرة أمفرستون على حدود مدينة Mount Gambier ، على بعد حوالي خمس ساعات بالسيارة من مدينة Adelaide أو Melbourne ويمكنك السفر إلى هناك أيضًا جوا.
تبقى الحدائق مفتوحة فيها على مدار العام وتظل الأضواء الكاشفة مضاءة حتى الساعة 1 صباحًا. لذلك يمكنك الاستمتاع برؤية بعض الحيوانات المحلية التي تعيش فيها مثل حيوان البوسم الأسترالي.
الدخول إليها مجاني، وتحتوي على مرافق للشواء، بالإضافة إلى كشك في أراضي المنتزه الواسعة. يتم الوصول إلى أرضية الحديقة عبر ممر ممهد وسلالم، وهي غير مناسبة لدخول عربات الأطفال أو الكراسي المتحركة.
لماذا تستحق الزيارة؟
كان الراحل جيمس أمفرستون على حق، فإن Sunken Garden هي الملاذ المثالي من حرارة الصيف. فهي رائعة بأكثر من طريقة، اذ تعد حفرة أمفرستون مصدر الإلهاء السياحي المحلي الذي نحتاجه عندما يعاني جزء كبير من أستراليا من حرائق الغابات.