تُظهر بيانات التعداد السكاني أن عددًا أكبر من الأشخاص الذين انتقلوا بين الولايات قد انتقلوا بالتحديد إلى كوينزلاند أكثر من أي ولاية أو إقليم آخر في السنوات الخمس الماضية حتى عام 2021.
تجاوز عدد الوافدين الجدد إلى كوينزلاند أولئك الذين انتقلوا إلى تسمانيا وكانبرا في السنوات الخمس التي سبقت عام 2021، وهما الولايتان الوحيدتان اللتان سجلتا زيادة أو فائض من الهجرة الداخلية.
وصلت الزيادة السكانية في كوينزلاند من السكان الذين ينتقلون بين الولايات إلى أكثر من 10 مرات من تلك الموجودة في كانبرا - صافي فائض قدره 107,500 شخص مقارنة بـ 10,600. سجلت تسمانيا زيادة سكانية بأكثر من 15,300 شخص.
Interstate migration of people in Australia 2016-2021. Source: SBS / Census 2021, ABS
وقالت "كوينزلاند كانت الوجهة الرئيسية في أستراليا منذ السبعينيات وربما قبل ذلك - لذا في الحقيقة، هذا مجرد تأكيد للاتجاهات الحالية".
وأوضحت برنارد أن عوامل التكلفة المعقولة والطقس ونمط الحياة كانت عوامل جذب كبيرة لأولئك الذين يتجهون إلى الولاية.
"أعتقد أيضًا أن ما تغير هو أن الناس أدركوا حقًا أن بريزبان وجهة جذابة للعبش - وأن لديها اقتصادًا قويًا. هناك الكثير من القطاعات والخدمات التي يمكن للناس العمل فيها، ومن الواضح أن هذا أصبح أسهل من خلال العمل عن بعد إلى حد ما ".
الفرص وأسلوب الحياة
انتقل المصور المستقل ماثيو بون وعائلته إلى بريزبان من بيرث في أغسطس/آب من العام الماضي معللا قراره بأنه وأسرته يحبون التغيير.
كان السبب الرئيسي لهذه الخطوة هو أن زوجته، إليونا كويك، أرادت تحديًا جديدًا في عملها في مجال التمويل.
وقال "كانت تبحث عن فرص للنمو وتطوير حياتها المهنية ولم يكن هناك الكثير من الخيارات في بيرث. هناك الكثير من الفرص في بريزبان وسيدني وملبورن".
في النهاية فضلوا اختيار بريزبان، استقلت زوجته طائرة للقاء أصحاب العمل المحتملين وعادت بثلاثة عروض عمل جذابة.
عوامل جذب أخرى
تستمتع الأسرة بالعيش في كوينزلاند.
لقد اشتروا شقة في إحدى ضواحي بريزبان وألحقوا طفليهم في مدرسة قريبة من المنزل.
وفي حين يرى بون أن منزلهم ربما يكلف أكثر قليلاً مما لو اشتروا نفس العقار في بيرث، إلا أنه كان أقل بكثير مما كان عليهم إنفاقه إذا اختاروا الانتقال إلى ملبورن أو سيدني.
وأشار إلى أن البنية التحتية والخدمات في بريزبان أفضل بكثير من تلك الموجودة في بيرث، وخاصة شبكة النقل العام والمرافق الحكومية المحلية مثل ملاعب الأطفال.
قال بون: "هناك الكثير من الأشياء والأنشطة التي يمكننا القيام بها على مقربة من منزلنا في بريزبان بالمقارنة مع بيرث".
كما يحب بون أنه يستطيع ارتداء السراويل القصيرة في الشتاء في كوينزلاند ويضيف أن بناته يحصلن أيضًا على فوائد.
أدى مناخ بريزبان الاستوائي إلى انتهاء معانة أطفاله من الأكزيما - وهي حالة طبية يتهيج فيها الجلد- منذ الانتقال، بالمقارنة مع بيرث والتي شهدت إصابتهم المتكررة بالأمراض الجلدية.
يوضح بون، الذي تمكن من بناء علاقات وسمعة كمصور فوتوغرافي مستقل في بيرث، أن عمله انتعش في الأشهر الأخيرة بعد أن اضطر إلى إعادة تأسيس شركته في الموقع الجديد.
وقال إنه استخدم الفترة الانتقالية لتولي المزيد من المسؤوليات الأبوية والمنزلية.
الولاية الأكثر طردا للسكان بأستراليا
تسلط أرقام صافي الهجرة بين الولايات الضوء أيضًا على الولايات التي انتقل منها العديد من الأشخاص الذين توجهوا إلى كوينزلاند.
سجلت نيو ساوث ويلز خسارة أكثر من 102,200 شخص خلال الفترة محل الدراسة.
وقالت: "الازدحام، وأوقات الانتظار مرتفعة للغاية في نيو ساوث ويلز، وفي بعض الأحيان كانت أسعار المنازل في سيدني تبلغ 14 ضعف متوسط الدخل السنوي، لذلك هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الناس إلى ترك العيش في ظل هذه الظروف".
سجلت كل من فيكتوريا وإقليم الشمال وغرب أستراليا وجنوب أستراليا خسائر في عدد السكان المتنقلين بين الولايات، وكان أقلها 1600 شخص وأعلى خسارة كانت 13,400 شخص.
